تبويب المشروعات الاستثمارية وأهمية

الارتباط )أو الاستقلال( الاحصائى

Slide1_10128_178632626

ويقصد بذلك أن يتم تبويب المشروعات الاستثمارية وفقاً لدرجة تأثر احتمالات تحقيق العائد المتعلق بمشروع استثمارى معين بقرار قبول أو رفض مشروع استثمارى آخر. فيعتبر المشروع )أ( مستقلا إحصائياً عن المشروع )ب( إذا كانت احتمالات تحقق العائد من المشروع )أ( لا تتأثر بتنفيذ أو عدم تنفيذ المشروع )ب( . أما إذا كانت الاحتمالات المتعلقة بالعائد من المشروع )أ( سوف تتأثر بتنفيذ أو عدم تنفيذ المشروع )ب( فإن المشروع )أ( يعتبر مرتبطاً إحصائياً بالمشروع )ب(. وليس شرطاً أن تكون الاستثمارات مستقلة اقتصادياً حتى تكون مستقلة) غير مرتبطة( إحصائياً . ولا شك أن تبويب المشروعات حسب الاستقلال أو الارتباط الإحصائى يفيد كثيراً عند تحليل المخاطر باستخدام نظرية الاحتمالات وذلك لأن الاحتمالات المشتركة فى حالة الاستثمارات المستقلة إحصائياً تختلف عنها فى حالة الاستثمارات المرتبطة إحصائياً )وذلك كما سوف يرد شرحه بالتفصيل فيما بعد

أهمية الدراسة الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية

يعتبر اتخاذ القرارات عصب الوظيفة الإدارية فى أى منشأة. ويتطلب اتخاذ قرار معين ضرورة تحديد البدائل المتاحة لحل المشكلة ثم المفاضلة بين هذه البدائل لاختيار أفضلها ولكى يكون الاختيار سليما ومبنياً على أساس علمى فإن الأمر يتطلب دراسة الآثار التى سوف تترتب على كل بديل وبالتالى تقويم كل بديل من البدائل المتاحة للحل.

ومن الدراسة السابقة لمراحل إنشاء المشروع الاستثمارى يتضح أن تقويم المشروع الاستثمارى لا يتوقف عند مرحلة اختيار البديل الأمثل وإنما هو عملية مستمرة خلال فترة إنشاء المشروع حيث يعاد تقويم المشروع الاستثمارى من حين لآخر أثناء التنفيذ على ضوء التغيرات الجوهرية والحقائق التى تتكشف. كما يتم تقويم المشروع بعد إقامته وتشغيله بفترة قصيرة وذلك لتحديد أى انحراف فى قيمة المشروع وتحليله لأسبابه.

ومشكلة تقويم البدائل والمفاضلة بينها وإن كانت موجودة فى جميع حالات اتخاذ القرارات ألا أن أهميتها تتزايد بشكل ملحوظ فى حالة قرارات الاستثمار ويرجع ذلك إلى الخصائص التى تتميز بها قرارات الاستثمار وأهمها :

1 - أن هذه القرارات يترتب عليها إنفاق مبالغ ضخمة قد تستدعى فى بعض الحالات قيام المنشأة باقتراض مبالغ ضخمة أو زيادة رأس المال

2 - أن هذه القرارات يترتب عليها خلق مجموعة من الأعباء الثابتة ليس من السهل تعديلها أو الرجوع فيها إذا ما تبين عدم سلامة هذه القرارات بعد تنفيذها .

3 - أن هذه القرارات تحكم الهيكل التكاليفى للمنشأة لفترة زمنية طويلة، وبالتالى فهى تمثل أحد الجوانب الهامة التى ينبغى التزام الحذر الكافى عند تقويمها

4 - أن درجة عدم التأكد المرتبطة بهذه القرارات كبيرة، وذلك لأن هذه القرارات تتطلب عمل تنبؤات لفترة زمنية طويلة. ولا شك أنه كلما طالت الفترة التى تعد عنها التقديرات زادت معها درجة عدم التأكد .

5 - أن العائد المتوقع من هذه القرارات ينتشر على فترة زمنية طويلة نسبياً مما يدعو إلى ضرورة أخذ مشكلة القيمة الزمنية للتدفقات النقدية فى الحسبان . من الخصائص السابقة تبدو أهمية التقويم السليم للمشروعات الاستثمارية والمفاضلة بينها فى جميع الدول بوجه عام، كماتبدو خطورة هذه المشكلة فى البلاد النامية بوجه

خاص،إذ أن هذه الدول أحوج ما تكون إلى تطبيق الأسلوب العلمى فى تقويم المشروعات الاستثمارية واختيار المشروعات المثلى التى تدرج فى خطة التنمية وذلك نظراً لما تعانيه هذه الدول من ندرة شديدة فى الموارد الاقتصادية المتاحة للتنمية الأمر الذى يجعلها لا تحتمل أى إسراف أو سوء استخدام

وعلى الرغم من أهمية موضوع تقويم المشروعات الاستثمارية إلا أن هذا الموضوع لم كتابه بعنوان Joel Dean يلق الاهتمام الكافى إلا منذ عام 1951 عندما نشر الأستاذ ومنذ ذلك التاريخ بدأ اهتمام المحاسبين والاقتصاديين يتجه نحو Capital Budgeting هذا الموضوع وتوالت كتاباتهم التى تتناول مشاكل تقويم المشروعات الاستثمارية والآراء التى يقترحونها لمعاجة هذه المشاكل. غير أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى حل كامل لمشكلة التقويم متفق عليه من جميع المهتمين بهذا الموضوع فما زالت هناك بعض الجوانب التى لم يتم التوصل فيها إلى حل مرضى حتى الآن وأهمها مشكلة عدم التأكد )وذلك سوف يرد شرحه تفصيلا فيما بعد( . وفيما يتعلق بالتطبيق العملى، نجد أن الكثير من المديرين قد درجوا على اتخاذ قرارات الاستثمار معتمدين على التخمين والحدس أو مستخدمين أساليب لا تستند إلى أساس نظرى سليم مما يستتبع إتخاذ قرارات استثمارية غير سليمة.

ويبدو أن هناك اعتقاداً سائداً بين رجال الأعمال بأن أية محاولة لتحسين الأساليب المستخدمة فى تقويم المشروعات الاستثمارية تعتبر مجهوداً ضائعاً بحجة أن البيانات الأساسية التى تستخدم فى هذا التقويم بيانات تقديرية لا يمكن التأكد من صحتها، فهم يعتقدون أن تقديرات التدفقات النقدية )تكاليف وإيرادات المشروع( إنما هى مجرد تخمين، ولذلك فإن أى محاولة لاستخدام أى وسيلة غير الموازنة الاستثمارية فى شكلها البسيط تعتبر مجهوداً ضائعاً لا يقابله عائد أو نفع .

ولا شك أنه فى بعض الأحيان قد نجد أن الوصول إلى تقديرات دقيقة للتدفقات النقدية يعتبر أمراً صعباً غير أن هذه مجالات نادرة ومعظم المشروعات يمكن تقدير العائد المتوقع منها بدرجة من الدقة تعتبر معقولة خاصة وأنه يمكن الإستعانة بالأساليب الحديثة لبحوث العمليات فى الوصول إلى تقديرات مقبولة. ولكن المشكلة هى أنه حتى فى حالة وجود تقديرات يمكن الاعتماد عليها للتدفقات النقدية فان قرار الاستثمار غالباً ما يكون غير سليم بسبب إستخدام طرق اجتهادية فى دراسة وتقويم هذه المشروعات والمفاضلة بينها .

إن صعوبة التوصل إلى تقديرات مؤكدة التحقق مستقبلا لا تعنى بالضرورة إستخدام طرق اجتهادية فى تقويم المشروعات الاستثمارية، وإنما يجب أن يكون ذلك دافعاً إلى استخدام الأساليب الإحصائية الحديثة فى التحليل والتنبؤ طالما أن الفوائد التى سوف تعود على المنشأة من ذلك تفوق تكاليف هذا الجهد المبذول فى الوصول إلى تقديرات معقولة .

تذكر

على الرغم من تشابه المشروعات الاستثمارية فى خصائصها، الا أنها تختلف عن بعضها فى بعض المميزات، مما يصعب معه ايجاد نموذج موحد للدراسة والتحليل، لذلك يفضل تبويبها حسب مميزاتها ليسهل اختيار أسلوب الدراسة والتحليل المناسب لكل نوع. وعلى ذلك يمكن تبويبها من عدة زوايا

1 - حسب نوع الموارد الاقتصادية المطلوبة :

هناك مشروع أ - يحتاج لنقد محلى

ب - يحتاج لنقد أجنبى

ج - يحتاج لنقد محلى وأجنبى معا.

2 - حسب حجم الموارد المطلوبة :

هناك مشروعات تحتاج إلى 5000 جنيه فأقل، ومشروعات تحتاج الى 100000 جنيه فأقل، وثالثة تحتاج إلى ما يزيد عن 100000 جنيه .

ويفيد هذا التبويب فى تطبيق نظام الادارة بالاستثناء حيث قد تعطى السلطة للأجهزة التنفيذية لاختيار المشروعات الصغيرة دون الرجوع للادارة العليا .

3 - حسب أثر المشروع على طاقة المنشأة

وهنا تقسم المشروعات إلى :

- مشروعات احلال أى استبدال للطاقة الحالية بأخرى مماثلة

- مشروعات توسع أى زيادة الطاقة الحالية .

- مشروعات جديدة أى اضافة طاقة لانتاج منتج جديد

4 - حسب علاقة المشروعات ببعضها :

وهنا تقسم المشروعات حسب علاقتها إلى نوعين :

أ -ارتباط اقتصادى : حيث يكون المشروع )س( مستقلا عن المشروع )ص( إذا :

- كان من الممكن فنيا تنفيذ المشروع )س( دون النظر الى تنفيذ أو عدم تنفيذ المشروع )ص(

- كانت الايرادات المتوقعة من المشروع )س( لا تتأثر بنتيجة قبول أو رفض المشروع )ص(

واذا لم يتوافر هذان المشروعان، يعتبر المشروعان غير مستقلين )مرتبطين( اقتصاديا.

ب - ارتباط احصائى : بمعنى تبويب المشروعات حسب العلاقة بين احتمالات تحقق العائد من المشروع )س( بقرار قبول أو رفض المشروع )ص( واذا كان هناك ارتباط يعتبر المشروعان غير مستقلين )مرتبطين( احصائيا .

ويفيد هذا التبويب فى تحليل المخاطر باستخدام نظرية الاحتمالات .

ويلاحظ أنه ليس بالضرورة أن تكون الاستثمارات مستقلة اقتصاديا حتى تكون مستقلة احصائيا . وترجع أهمية تبويب المشروعات الاستثمارية الى أنها تسهل وتمكن من مراعاة نوع المشروع عند تصميم نموذج التقويم المناسب .

ترجع أهمية الدراسة الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية الى الخصائص التى تميز المشروع الاستثمارى وهى :

أ يترتب عليه انفاق مبالغ ضخمة قد تستدعى الاقتراض أو زيادة رأسمال المنشأة

ب - يترتب عليه خلق مجموعة من الاعباء الثابتة يصعب تعديلها أو الرجوع فيها فى فترة قصيرة

ج - يحكم الهيكل التكاليفى للمنشأة لفترة طويلة نسبيا

د - زيادة درجة عدم التأكد الناجمة عن المشروع الاستثمارى لأنه يتعلق بالمستقبل

ه - انتشار عائد المشروع الاستثمارى على فترات طويلة نسبيا مما يدعو إلى ضرورة أخذ مشكلة القيمة المتوقعة للتدفقات النقدية فى الحسبان .

فلكل هذه الخصائص التى تميز المشروع الاستثمارى، تتضح أهمية الدراسة الاقتصادية فى جميع الدول وبصفة خاصة فى الدول النامية لندرة مواردها .

6- أسئلة للمناقشة

السؤال الأول

ضع علامة صح اماغم العباره الصحيحه وعلامه خطا امام العباره الخاطئه مع تبرير اجابتك

1 - تشترك بعض المشروعات فيما بينها فى مشكلة القيمة الزمنية للتدفقات النقدية ومشكلة مخاطر عدم التأكد

2 - يفيد تبويب المشروعات وفقا لحجم الانفاق النقدى اللازم فى تطبيق مبدأ الادارة بالاستثناء

3 - كلما طالت الفترة التى تعد عنها التقديرات، نقصت معها درجة عدم التأكد

4 - عادة ما يتحقق العائد المتوقع من القرارات الاستثمارية فى فترة زمنية واحدة

5 - من الضرورى أن تكون الاستثمارت مستقلة اقتصاديا حتى تكون مستقلة احصائيا .

السؤال الثانى :

1 - اشرح باختصار طرق تبويب المشروعات الاستثمارية

2 - يتم تبويب المشروعات وفقا لمبررات قبول المشروع الاستثمارى الى ثلاث مجموعات …… وضح ?

3 - متى يعتبر المشروع الاستثمارى مستقلا من الناحية الاقتصادية عن مشروع آخر

4 - ما المقصود بالارتباط الاحصائى بين المشروعات الاستثمارية ?

5 - ما الخصائص التى تتميز بها قرارات الاستثمار ?

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مفهوم التدفقات النقدية ومشكلات قياسها (الجزء الاول)

النماذج التقليدية لتقويم المشروعات الاستثمارية فى ظل ظروف التأكد

أهمية إستخدام التحليل الكمى فى التخطيط والرقابة على المشروعات الاستثمارية